عمر بنجلون

" ان الغموض الايديولوجي لم يكتس اهمية قصوى و لم تكون له مضاعفات دراماتيكية لاى بلاد مستعمر كما هو الشأن بالنسبة لفلسطين. وخلافا لجميع البلدان المستعمرة في افريقيا و اسيا و امريكا اللاتنية، فان شعب فلسطين قد مر بمرحلة اضافية من النضال و التضحيات بالنسبة لجميع حركات التحرير الوطني، و من غير ان نعد كفاحات ما قبل 1948 و ضمن 20 سنة المنضم من طرف وجود هذا الشعب نفسه،

فان هذا الاخير ما فتيء منذ 4 سنوات يخوض معركة مسلحة من اجل ان يقنع قبل كل شيء الاوصات المدعوة بالمعادية للاستعمار، بان فلسطين هي وطن و شعب، و ان اسرائيل ليست سوى احتلال من النوع الاستعماري."

قيادي بارز في "الأسرة" الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قاد عمر بنجلون معارك ضد الاستعمار والاستعمار الجديد من خلال تكريس نفسه لقضية الجماهير. مقاوم  سياسي ونقابي اعتقل وتعرض للتعذيب مرارا (في 1961و 1963و1964و 1966و 1973)؛قبل ان يتم اغتياله  امام باب منزله يوم  18 ديسمبر 1975، و لم يتجاوز سنه 39 عاما عندما وقعت هذه الجريمة و التي لا تزال خيوطها غامضة لحد الان، هذه الجريمة التي نفذتها القوى الظلامية برعاية النظام أنداك

قبل اغتياله  البشع، أعطى عمر بنجلون  مقابلة بالغة الفرنسية لجان لوي هيرست(Jean-Louis Hurst) حول قضية الصحراء. وقد تم نشرها بعد أربعة أيام اغتياله أي في 22 ديسمبر 1975 في جريدة  لبرسيون(Libération)  وقد صرح إن "الشعوب تحاكمون إذا كنا مخطئين " 

كان عمر بنجلون من الشخصيات السياسيين الاكثر التزاما مع  نضال الطبقة العاملة. و كما قرأنا في بعض كتابته: "حينما نتكلم عن الدور الطليعي للطبقة العاملة، فإننا نعني بذلك المحرك الذي تقود الكفاح من أجل الاطاحة بهيكل الاستغلال. و هذا لا يعني العمل النقابي وحده ، فالعمل النقابي جزء لا يتجزأ من النضال لشامل ، وهو فصل من فصول النظرية الاشتراكية الشاملة ، لان الاطار الفكري لدور الطبقة العاملة هو الذي ينبني على النظرية الاشتراكية أي الصراع الطبقي."

لم يكن نشاط عمر بنجلون ينحصر فقط في المغرب بل كانت له مشاركة فعلية في تفسير الوضع السياسي في بلاده أثناء دراسته  في باريس و مشاركته في إنشاء العديد من الهياكل النضالية مثل جمعية المغاربة بفرنسا إلى جنب المهدي بن بركة